وأضاف “هينتون” الذي يوصف بالأب الروحي للذكاء الصناعي بأن أقوى الآلات الحالية هي أصغر من دماغ الإنسان ملايينًا من المرات، ورغم أنها تمتلك ما يُعادل حوالي مليار نقطة اشتباك عصبي من الاشتباكات العصبية للدماغ مُقارنةً بألف تريليون نقطة اشتباك عصبي في الدماغ البشري، إلا أنها تتطور بسرعة كبيرة وتُصبح أكثر تعقيدًا كل عام.
وفي إجابة على السؤال الذي طرحته عليه مجلة Macleans الكندية حول فيما إذا كان علينا أن نخشى من الذكاء الصناعي، قال “هينتون” أن أي تقنية جديدة قد تكون مثيرة للخوف في حال تمّت إساءة استخدامها, وقال أن النقطة الأساسية هنا هي كيفية تعاملنا مع التكنولوجيا بشكل لا يجعل منها مؤذية للبشر.
ويقف “هينتون” خلف تطوير برنامج جوجل الذكي AlphaGo الذي تمكّن من هزيمة بطل العالم في لعبة Go الكوري “لي سيدول” عبر تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية. وتُلعب Go على لوحة تحتوي على تسعة عشر سطرًا أفقيًا ومثلها عموديًا وتحتوي على 361 حجرًا بلونين مختلفين، وقد اعتبر الخُبراء في العام 2014 بأن تقنيات الذكاء الصناعي ستحتاج إلى عشرة سنوات قبل أن تتمكن من هزيمة البشر في هذه اللعبة على عكس لعبة الشطرنج حيث هزم حاسوب آي بي إم Deep Blue بطل لعبة الشطرنج “كاسباروف” قبل عقدين من الزمن. لهذا اعتُبر بأن إنجاز AlphaGo إشارةً إلى القفزة النوعية والمتسارعة في تقنيات ذكاء الآلة.
وتعتمد تقنيات الذكاء الصناعي الحديثة على مفهوم “التعلّم العميق” Deep Learning الذي يعتمد على عصبونات عصبية افتراضية تُشبه تلك المُشكّلة لدماغ الإنسان، ويستخدم هذا المفهوم أساليب مُشابهة لأساليب البشر في التفكير وابتكار الحلول والوصول إلى نتائج جديدة لا تعتمد بالضرورة على المُدخلات والمعلومات الأولية التي تم تلقينها للحاسوب.
الابتساماتEmoticon